إغلاق

ملخص العلم هذا الأسبوع

إطلع على أرشيف ملخصات الأسابيع السابقة!

هل العالم الذي نعيش فيه حقیقي أم افتراضي ؟

  • تعليق

العلم لا یستبعد أن یكون الواقع الذي نعیشھ خیال، حلم، أو حتى شيء مشابھ لبرنامج كمبیوتر... ما نراه كعالم حقیقي ما ھو إلا فھمنا لھ الناتج من الدماغ... و الدماغ من السھل خداعه.

عندما تقوم بقراءة الجریدة في الصباح، فأنت متأكد من أنك تحمل في یدك أوراقھا المطبوعة علیھا الأخبار بالحبر؛ و خلال ذلك لا تشك للحظة بوجود الجریدة أو الكرسي الذي تجلس علیھ أو بجسدك... ھل أنت متأكد من ذلك؟ مع أن الموضوع شدید الغرابة؛ إلا أننا غیر قادرین على استبعاد حقیقة واحدة: أن العالم (ونحن كجزء منھ) قد یكون مكون من ذرات أو من وحدات رقمیة.....فبدلاً من أن یكون كل شيء محیط بنا مكون من ذراتحقیقیة، قد یكون محصلة مجموعة من المؤثرات الكھربائیة التي تم انتاجھا بشكل صناعي... أي أننا قد نكون جزء من برنامج كمبیوتر؛ تماماً كما یحدث في ثلاثیة كما في الماتريكس او قد نكون نحلم

الفرضیة رقم 1


عالم كما في Matrix
البشریة تعیش مسجونة في واقع افتراضي (Virtual) دون أن تعرف: عمارات، شوارع، سیارات كلھا نتیجة لعمل برنامج كمبیوتر. وحدھا مجموعة من الشخصیات تتمكن من اكتشاف الخدعة و من استغلال ھفوات البرنامج للقیام بأمور خارقة.

الفرضیة رقم 2

الدماغ فقط حسب آراء الفیلسوف الأمریكي ھیلاري بوتنام فمن الممكن أن یكون الواقع عبارة عن دماغ (أوأدمغتنا كلنا) متصل عن طریق كابل بجھاز كمبیوتر یرسل لھ مشاعر و أحاسیس جسده المادي بحیث لا یمكن لھذا الكائن تخیل أو وصف حالتھ خارج ذلك الواقع الإفتراضي داخل عالمھ الرقمي.

الفرضیة رقم 3

نحن نعیش في عالم قام بصنعھ مبرمجو كمبیوتر یقومون بمراقبة كل تحركاتنا و دراستھا. قد یبدو الأمر مستحیلا ، لكن الحقیقة ھو أنھ سیكون بإمكاننا في المستقبل صنع عوالم رقمیة بالكامل و سنكون نحن مَن نراقب الأفراد في تلك العوالم. حسب ھذه الفرضیة، التي وضعھا الفیلسوف السویدي نِك بوستروم البروفیسور في جامعة كامبریدج، فإنھ من المحتمل أن یكون عالمنا ھو ما نتج عن برنامج كمبیوتري... یقول بوستروم: فلنتخیل حضارتنا البشریة بعد آلاف السنین؛ ستكون ھناك أجھزة كمبیوتر فائقة المواصفات مقارنة مع تلك الموجودة الیوم... ستكون ھذه الأجھزة قادرةعلى محاكاة نشأة الكون، تكوّن المجرات و النجوم و الكواكب... و على إحدى تلك الكواكب تنشأ حضارة ذكیة تتساءل بدورھا إذا ما كانت ھي محصلة عمل برنامج كمبیوتر شدید التطور. و تستمر سلسلة الأحداث.

الفرضیة رقم 4

دیكارت و Vanilla Sky توصل في كتابھ الذي نشر في العام 1641 رینیھ دیكارت الى حقیقة تقول بإستحالة التفریق بین الواقع و الحلم... ھذا الرأي تم استخدامھ في أفلام مثل Vanilla حیث نجد أن بطل الفیلم الذي أصیب إصابة بالغة في حادث مروري یقرر الدخول في حالة سبات طویلة Hibernation و خلال ذلك یعیش في حلم یكوّن لھ واقع بدیل يمكنه الحياة فيه

الفرضیة الأكثر تأثیراً في القارئ ھي بلا شك تلك القائلة بأننا و الواقع الذي نعیشھ نتاج برنامج كمبیوتر صنعھ مجتمع متطور... اقترح عالم الریاضیات الإنجلیزي جون بارو من جامعة كامبریدج مجموعة من الوسائل العملیة التي قد تمكننا من تحدید إذا ما كنا نعیش في سوفت وور في كل برنامج، حتى الأكثر دقة، توجد أخطاء تسمى بوغز إذا تمكنا من مشاھدة احد تلك الأخطاء، فسیكون من الممكن استنتاج أننا نعیش بالفعل في عالم افتراضي (یحاكي الواقع)... لتحدید نوعیة الأخطاء التي یتوجب علینا البحث عنھا، توصلنا الى ثلاثة احتمالات:

1- التقریب-
مبرمجو الحضارة المتطورة قد یلجؤون الى التقریب لمحاكاة ظاھرة طبیعیة... عندما تقوم شركة والت دیزني بإنتاج فیلم كرتوني یظھر في أحد مشاھده صورة لانعكاس خیال شخص ما على الماء، فإن الرسامین و المبرمجین لا یقومون باستخدام قوانین إلیكترومیكانیكا الكم أو باستخدام علم البصریات لإنتاج تلك الصورة؛ ھم یستخدمون قواعد أكثر سھولة. في عالم افتراضي، مشاھدة ھذه الصورة سیبدو و كأنھ شيء خارج عن المألوف... في عالمنا، لم یتم حتى الآن اكتشاف شيء مماثل.

2- إدراكنا للعالم-
لو افترضنا، یقول بارو، أن الحضارة المتطورة المذكورة كانت قادرة على إعادة انتاج كل شيء دون اللجوء الى التقریب... فبما أن إدراكنا للعالم المحیط بنا منالمستحیل أن یكون مكتملا (كما تقر الأدیان و كما یعتقد معظم الفلاسفة) فإن فھمنا الناقص سیؤدي الى توصلنا الى معارف مختلفة، لكن تلك المعارف ستحتوي على فجوات أو أخطاء دائماً... ھذا سیتطلب أن یقوم مبرمجو الحضارة بالتدخل في كود البرنامج المحاكي للواقع لیصلح القوانین الطبیعیة فیھ طبقاً لما توصلنا إلیھ نحن... بكلمات أخرى؛ سیكون علیھم تحدیث النظام

3 تضارب داخلى-
في ھذه الحالة علینا تذكر أن أجزاء الكمبیوتر نفسھا یصیبھا التلف مع طول فترة الإستخدام... من التجارب التي مر بھا الجمیع، نجد أن جھاز الكمبیوتر مثلا توقف عن العمل أو أن تكون ردة فعل الجھاز قد أصبحت بطیئة... ھذا یعتمد بشكل رئیسي إما على البرامج التي یتم استخدامھا أو على الأجزاء الإلیكترونیة المكون منھا الجھاز... في حالة وجود مشاكل تعتمد على البرامج فان المبرمج سیستمر في عملھ متمنیاً ألا یلاحظ أحد ما حدث... مثال على ذلك : أن الجسیمات الأولیة لها طبيعتان الاولية هي موجیة و الثانیة مادیة – ربما یكون ھذا نتیجة خطأ أو مشكلة في برنامج الواقع الإفتراضي الذي نعیشھ... أما في حالة التوقف الكامل عن العمل، فإن أجزاء كاملة من البرنامج ستتوقف و سیمكننا مشاھدة ھذا التوقف... الحالة الأسوأ بالطبع ھي أن یتوقف النظام كاملا عن العمل... و بالتالي فإن وجودنا نفسھ سیتعرض للفناء... قد یكون لدى مبرمج الحضارة المتطورة أسالیب تمكنھ من معرفة المشكلة قبل حدوثھا... ھناك حدیث بالفعل الآن عما یسمى أنظمة قادرة على إصلاح نفسھا او من المتوقع أن نتمكن من إنشاء أنظمة من ھذا النوع في المستقبل. ھذه الفرضیات توصلنا الى التساؤل في أمور أخرى... منھا مثلا إذا ما كان بإمكاننا التنبؤ بالمستقبل... البعض یعتقد أنھ عندما سنتمكن في المستقبل من إنشاء أجھزة كمبیوتر متطورة جداً، فإنھ سیكون بإمكاننا تصمیم أنظمة محاكاة للواقع قادرة على معرفة ما سیحدث لعالمنا في المستقبل... لكن حسب معارفنا الحالیة، فھناك بعض الأمور التي من المستحیل توقعھا؛ منھا

بعض الظواھر المیكروسكوبیة المكونة من عدة جسیمات. من التساؤلات الأخرى نجد إذا ما كان الإنسان حر في تصرفاتھ بالكامل

(مسألة مسیر أم مخیر)... ھل ما حدث في حرب معینة مثلا ھو مقدّر و لم یكن بالإمكان تغییره؟

الفلاسفة لم یتمكنوا بعد من الإجابة على ھذا التساؤل، إلا أن لدى علماء الفیزیاء إجابة: أحداث الكون، بشكل عام، من المستحیل التنبؤ بھا... ھذا لا یعني أنھ لا یمكننا التنبؤ ببعض الظواھر كحركة الكواكب، حساب وقت كسوف أو خسوف قبل حدوثھ بسنوات... ما یصعب التنبؤ بھ ھو الظواھر المعقدة التي تعتمد في عملھا على عوامل مختلفة (ظواھر فیزیاء الكم مثلا ).

إعداد: اياد ابو عوض
تصميم: Achraf Bartya

  
المصادر:
كتاب: برمجة الكون ل ''سيت لويد''
كتاب: الحياة، الكون، وكل شيء ل ''دوغلاس ٱدامز''
كتاب: على كمبيوتر محاكي الأكوان ل ''مارك سولومان''

شاهد ايضا مواضيع مشابهة