إغلاق

ملخص العلم هذا الأسبوع

إطلع على أرشيف ملخصات الأسابيع السابقة!

تعدد الأكوان حقيقة أم خيال ؟ Multivers

  • تعليق
الأكوان المتعددة حقيقة أم خيال ؟

اعداد : الباحثون المغاربة
كتابة و تصميم : ساره المدني







  
الأكوان المتعددة أو كما يسميها البعض بالأكوان المتوازية هي نظرية تفترض وجود أكثر من كون واحد و كل كون يشمل قوانين فيزيائية خاصة به تختلف عن العوالم الأخرى.


ان الاطلاع على هذه النظرية و التفكر فيها قد يضع تغييرا جذريا في نظرتنا نحو الحياة و العلم، فكم اعتقدنا أن الكون الذي يحتوي على درب التبانة هو الكون الوحيد الموجود و الذي يحتوي على ملايين المجرات و متوسع باستمرار، ان نظرية الأكوان المتعددة هي مساق علم الفيزياء الذي وجدنا فيه أن هذا العلم يقود  في النهاية الى نقطة يلتقي فيها العلم مع الفلسفة مع فيزياء ما علم وراء الطبيعة و مع الدين. نقطة توقف العديد عندها مفكرا ان كان يجب عليه حقا أن يكمل البحث او يتوقف لكونه لا يقبل الغوص في البحث عن أكوان قد تكون عالم الملائكة حسب قول الفيزيائي "ليونارد ساسكيند" من جامعة "ستانفورد" واضعا بذلك حدا بين العلم و الدين. و لقد كانت هذه النقطة هي نقطة جدل عبر عدة عصور، و كم يعتقد العديد من المهتمين حاليا بأن نظرية تعدد الأكوان هي نظرية حديثة بحثة من اكتشاف فيزيائيي العصر، لكن أصولها في الواقع تضرب الى العصور القديمة حيث ثم اخمادها بالتغطية عليها و رفض أي فيزيائي يتحدث حولها.


حتى وقت قريب، ظلت هذه النظرية تتأرج بين الخيال و الحقيقة، لعدم وجود أدلة علمية دامغة في المجتمع العلمي، و بعد مئات السنين التي ظلت فيها هذه النظرية مرفوضة حتى لم يُعَد يُسمَع حولها، بدا أخيرا أنه لا بد من العودة اليها و هذا ما أخبر به العلم مؤخرا.

بدأت القصة مع النظرية النسبية و محاولات العالم "ألبرت اينشتاين" في ايجاد نظرية تفسر كل شيء في الكون، لكن تصادم النسبية مع ميكانيكا الكم انذاك كان كفيلا بوضع العراقيل أمام هدفه العلمي، فالنسبية هي نظرية يمكن تطبيقها بنجاعة في العالم الماكروسكوبي، و بالنسبة لنظرية ميكانيكا الكم فهي صحيحة في العالم الميكروسكوبي و كلتا النظريتين لا يمكن تطبيقهما في حقل النظرية الأخرى، و هذا التصادم جعل من توحيد القوى الأربع مستحيلا: الكهرومعناطيسية، القوى النووية الضعيفة، القوى النووية القوية، و الجاذبية، و لقد سمي هذا المشكل "مشكل الثقالة الكمية". 

مع بداية الثمانينيات ظهرت العديد من النظريات التي تحاول حل هذا المشكل، و من بين أكثر النظريات التي نالت استحسانا في الوسط العلمي: "نظرية الأوتار". تنص نظرية الأوتار على أن الوحدة البنائية الأساسية للدقائق من الكترونات وبروتونات ونيترونات وكواركات، عبارة عن أوتار حلقية من الطاقة  تتذبذب فتتحدد وفق هذه التذبذبات طبيعة وخصائص الجسيمات الأكبر منها مثل البروتون والنيوترون والإلكترون، ثم أتت بعدها ثلاث نظريات في الأوتار الفائقة و نظريتين في الأوتار الهيروتيكية، اتحدت هذه الخمس نظريات في نظرية واحدة تحدثت عن وجود عشر أبعاد في الكون واضعة بذلك نهاية لمشكل الثقالة الكمية. في ذلك الوقت بدأ الجدل بين العلماء حول وجود البعد الحادي عشر، و انقسم الفيزيائيون الى فريقين بين وجوده و عدمه، و بعد العمل على المعادلات الرياضية بدت النتيجة مفاجئة فعلا، نتيجة قد غيرت كليا نظرتنا الى الوتر المتذبذب، فحسب الأبعاد الاحدى عشر فهذا الوتر هو في الحقيقة عبارة عن غشاء ممتد و محيط بكل شيء في الكون، و لم يكن بوسعنا ان ندرك حقيقته بدون اضافة البعد الحادي عشر الى المعادلات الرياضية. فسميت هذه النظرية الجديدة بنظرية الغشاء.


بعد سماع الفيزيائية ليزا راندال بهذا الاكتشاف الذي هز الأوساط العلمية، كانت تحاول حل معضلة الجاذبية، و تحاول الاجابة عن اكثر الاسئة تعقيدا: لماذا الجاذبية ضعيفة في كوننا؟ قد يبدو السؤال غريبا فهنالك من يقول بأن الجاذبية قوية و الدليل انها تبقينا باستمرار على الارض، قد يبدو ذلك صحيحا للوهلة الأولى لكن مقارنة مع باقي القوى الأساسية في الكون الكهرومغناطيسية و القوى النووية الضعيفة و القوى النووية القوية، فالجاذبية تبدو هي الأضعف، فهي تمكننا من تناول كتاب من الأرض اذا سقط، فنكون قد قمنا بتحرير الكتاب بسهولة من هذه القوة، و تمكننا من القفز بسلاسة على الأرض. لذلك فالجاذبية في كوننا هي أضعف القوى الأربعة. حاولت ليزا راندال بعد ظهور نظرية الغشاء حل هذه المعضلة بافتراض أن الجاذبية تتسرب من كوننا الى الحيز الغامض بالبعد الحادي عشر، ففشلت المعادلات الرياضية و لم يكن هذا الافتراض منطقيا بتاتا، و في المحاولة الثانية افترضت وجود غشاء ثان بالبعد الحادي عشر و أن الجاذبية تتسرب من ذلك الغشاء لنكون اخر من تصله هذه القوة لتبدو ضعيفة جدا، فوضعت المعادلات و كانت النتيجة مذهلة فعلا و كل شيء متلائم بكيفية دقيقة. و بالتالي فوجود غشاء اخر في طرف الكون دليل على وجود كون ثان بقوانين فيزيائية اخرى مختلفة. هذا الاكتشاف كان بداية الحديث من جديد في الأوساط العلمية بالقرن الواحد و العشرين حول تعدد الأكوان، و هذه المرة لم يكن مجرد فرضية و انما نظرية لها أسس و براهين قوية، هنالك من العلماء الان من يبحث عن عدد الأكوان المتوازية ، فيما يشير البعض الاخر الى وجود عدد لا متناهي منها. و لم يجزم أحد بعد حول عددها. 


ان اكتشاف وجود أكوان متعددة غير الكون الذي نعيش فيه يفتح أفق التفكير حول طبيعة القوانين الموجودة فيها ، و حول طبيعة الحياة الموجودة عليها، فهنالك من العلماء من يشيرون الى أن نفس الاشخاص الموجودين في عالمنا يوجدون في العالم الاخر لكن بتغيرات طفيفة في الأحداث و في الأماكن. قد يذكرنا هذا الحديث بالرجوع الى ظاهرة "الديجافو" و قد يضع أحد ما اخيرا تفسيرا لها انطلاقا من هذا الاكتشاف، كل هذا يفتح بابا واسعا نحو التفكر في طبيعة الخلق، و يشحذ الذهن لوضع عدة فراضيات بساحة العلم  و كما يقول الفيزيائي الشهير "براين غرين": هذا ليس خيالا علميا، انه علم حقيقي.

لتحميل المقالة على شكل كتاب :هنا 

المصدر : فيديوهات وثائقية من تقديم براين غرين و ليزا راندال 

 




شاهد ايضا مواضيع مشابهة