إغلاق

ملخص العلم هذا الأسبوع

إطلع على أرشيف ملخصات الأسابيع السابقة!

ماري كوري قصة إصرار

  • تعليق

بقلم: سارة أبوالوفا
تصميم Achraf Bartya

لا تنسى مشاركة المقال مع أصدقائك لتعم #الفائدة
الباحثون المغاربة Moroccan Researchers

نسمع عن علم الذرة و الطاقة النووية و العناصر المشعة و بالنسبة لنا كطلاب علم أو حتى كأشخاص عاديين ففخامة تلك المواضيع العلمية تكفي لجعلنا نقدسها ، ماذا لو قلت إن أول من اكتشف العناصر المشعة امرأة لا تختلف عن كل واحد منا في نشأتها و في تعليمها بل حتى في معاناتها ، لكن بجانب تلك المعاناة المادية و العاطفية كان هناك إصرار و عزيمة قادتها لجائزتي نوبل لتدخل التاريخ كأول امرأة تحصل على جائزة نوبل في الفيزياء و أخرى في الكيمياء و لتشغل منصب أول أستاذة جامعية بأعظم جامعات العالم جامعة السوربون .


 عن أي معاناة أتحدث و عن أية عزيمة و رغبة قوية قادتها لتكون أكثر الشخصيات العلمية إلهاما عبر العالم ؟ ماري سكلودوفسكا أو ماري كوري عالمة فيزياء و كيمياء ولدت بمدينة وارسو سنة 1867 في بولندا التي كانت حينها مستعمرة من طرف روسيا فكانت أول معاناة عرفتها ماري هي معاناة الوطن حيث حرمت من دراسة تاريخ بلادها و كانت تدرسه خفية رفقة العديد من صديقاتها ، كما أنها فقدت أختها و أمها بسبب أحد الأمراض المزمنة مما خلق لدى ماري معاناة أخرى على الصعيد العاطفي و رغم ذلك تابعت ماري مسيرتها بنجاح و حصلت على شهادة الدروس الثانوية بتفوق و صدمت بواقع أنها لا تستطيع متابعة دراستها بجامعة السوربون المعروفة بجودة التعليم فيها فاضطرت للعمل عند أسرة ثرية بمدينة سوبوت كمربية أطفال و كانت تبعث براتبها لأختها التي تدرس الطب بفرنسا حيث اتفقا على أن تكمل الأخت الأولى دراستها بمساعدة مادية من أختها الأخرى و عندما تتخرج تأتي بماري للدراسة أيضا بالسوربون

 و هكذا تم الأمر إلا أن ماري وجدت نفسها تبادل نجل الأسرة الثرية مشاعر عميقة أدت إلى ارتباط منعت الأسرة الثرية ابنهما من تحويله لزواج بدعوى أن ماري فتاة فقيرة معدومة ، و دخلت ماري فترة قررت فيها التخلي عن حلم السوربون و بعثت رسالة لأختها تخبرها فيها بأنها لن تأتي لباريس لإكمال الدراسة لكن سرعان ما استفاقت ماري من كابوسها ذاك لتقول قولتها الشهيرة –من الحماقة أن يخضع الشخص لغير هدفه – و باتخاذها تلك الخطوة كانت قد وضعت الحجر الأساس في حياة واحدة من أعظم نساء و علماء التاريخ سافرت ماري لباريس و كلها أمل بغد أفضل متناسية مدة عملها عند تلك العائلة و متناسية قصة العشق تلك التي باءت بالفشل ، أقامت ماري مع أختها و زوج أختها بباريس لمدة قصيرة قبل أن تستأجر غرفة صغيرة على مقربة من الجامعة لتستغل كل وقتها في البحث داخل مكتبة الجامعة و مستغلة ساعات الليل لدراسة الفيزياء و الرياضيات ، كما أنها كانت تعطي دروسا خصوصية لتغطية مصاريف الجامعة و المعيشة ، حصلت ماري على درجة علمية في الرياضيات و الفيزياء و بدأ اهتمامها يصب في مجال خواص الميغناطيسية الذي جمعها ببيير كوري الذي كان أستاذا آنذاك بمدرسة الفيزياء و الكيمياء الصناعية بباريس ، و أعجب بيير بذكائها و إصرارها و عزيمتها القوية و طلب الزواج منها إلا أن ماري كانت لديها رغبة قوية في العودة إلى وارسو للعمل ببلدها إلا أن الجامعات هناك قاموا برفض طلبها لأنها امرأة ، مما جعلها توافق على طلب بيير و تحضر شهادة الدكتوراه و العمل كأول أستاذة جامعية بالسوربون

 و بالموازاة معها كانت ماري تقوم بأبحاث حول المواد المشعة و يعود لها الفضل في اكتشاف عنصرين مشعين هما الراديوم و البولونيوم الذي مكنا الزوجين من تحصيل جائزة نوبل مشتركة و جائزة فردية لماري كوري ،و كانت ماري السباقة للتصوير السيني عبر الإشعاعات السينية الذي ما يزال يعتمد عليه في ميدان الطب للساعة و إبان الحرب العالمية الأولى قامت ماري بشراء معدات الأشعة السينية و معالجة مرضى الحرب و بمساعدة ابنتها و طبيب عسكري استطاعت تجهيز عدد كبير من العربات المجهزة بتقنيات التصوير السيني و تسخير المواد المشعة في الجانب الإيجابي منها يقال النجاح يولد النجاح ، و كما دفعت قصة ماري بناتها لأن يضعا بصمة في هذا العالم أتحدث عن إيرين التي حصلت على جائزة نوبل في الفيزياء و إيف الكاتبة المشهورة و شغلت مستشارة الأمين العام لحزب الناتو .

 تستطيع قصة ماري تلك أن تدفعنا نحن أيضا للنجاح و ربما لجائزة نوبل إن توج عملنا بالعزيمة و الإصرار الكافي لتسلق سلم النجاح و اللحاق بماري كوري و باقي العظماء في أرض النجاح .
 


المصدر: سلسلة الناجحون + ويكيبيديا

شاهد ايضا مواضيع مشابهة