إغلاق

ملخص العلم هذا الأسبوع

إطلع على أرشيف ملخصات الأسابيع السابقة!

الفلسفة (الحلقة الثانية) : فلسفة ما قبل سقراط

  • تعليق

كان الفلاسفة اليونانيون كحكماء الإغريق السبعة و الفلاسفة الميليسيون نشطاء، كما بدأ شرح المعرفة في وقت سابق لسقراط. إلاّ أنه من الصعب في بعض الأحيان تحديد حجم الحجة الفعلية التي استخدمها الفلاسفة قبل سقراط في دعم أنشطتهم خاصة آراءهم. إذ أن معظم هذه النصوص الكبيرة المنتجة قبل سقراط ضاعت ولم يصلنا منها نصوص كاملة. فكل الاقتباسات التي وصلتنا عن هذه الحقبة أتت من الفلاسفة و المؤرخين، و أحيانا جزء بسيط فقط إلاّ أننا سنحاول تقديم أهم فلاسفة هذه الحقبة و خاصة أولئك الذين كانت لهم اسهامات علمية ساهمت بشكل أو بآخر في تطور مسيرة العلم.

=> فيثاغورس 580 - 500 ق . م

عالم رياضيات يوناني. يُعرف فيثاغورس بمعادلته الشهيرة. إلا أنه كان أكثر من مجرد عالم رياضي. كان مفكراً بارزاً، أقام في مستعمرة كرتون اليونانية، حيث أنشأ مدرسة لاستقبال زملائه، ولمناقشة موضوعات من مثل ماذا يحدث للروح عندما يموت الجسد.
واهتم فيثاغورس كثيراً بعدد من المواضيع العلمية، ويزعمون أنه هو القائل بأن الأرض تدور حول الشمس قبل ألفي سنة من العالم الفلكي البولوني كوبرنيكوس، وقد بيّن أن شد سلك بين ملزمتين أو إرخاءه يبدّل النغمة الموسيقية التي يبعثها عندما يُنقر عليه في فترات منتظمة، وتكون النتيجة سلّم موسيقية هرمونية. و قد اعتبر أن الرؤية تتم بخروج شعاع من العين ليسقط على الأشياء.

=> هرقليطس 567 – 480 ق.م

فيلسوف يوناني اشتهر بالغموض، فقيل عنه "الفيلسوف الغامض" والسبب في ذلك أنه كان يطيب له المفارقات والأقوال الشاذة، وكان يعبر عنها بلغة مجازية رمزية. فلقّب "صاحب الألغاز". ويقول عنه أفلوطين: "كان يتكلم بالتشبيهات، ولا يعنى بإيضاح مقصوده" كما قال أن الانسجام هو دائماً نتاج المتقابلات و كل شيء في حركة مستمرة وتغيّر. و أن العالم نار حية دائمة البقاء. "إن نظام العالم واحد للجميع، لم يصنعه أحد الآلهة ولا الناس، لكنه هو دائماً وسيكون كذلك أبداً : نار حية دائمة البقاء، أشعلت بمقاييس وأطفئت بمقاييس". ويشرح اللائرسي هذا القول بأنه يعني أن " الكون ولد من نار وسينحل من جديد إلى نار، في عصور متوالية على التبادل، وهكذا أبداً". و هكذا يكون هرقليطس صاحب نظرية النار فقال أن النار هي الأصل في تكوين المادة.

=> أناكسوغوراس 500 – 428 ق.م

فيلسوف يوناني قام بعرض فكرة نيوس "العقل" على فلسفة الأصل، حيث أن الفلاسفة السابقين درسوا العناصر الأربعة ( التراب والهواء والنار والماء ) باعتبارها الحقيقة النهائية.
سجن عندما حاول اثبات أن الشمس هي حجر ساخن و أن القمر مصنوع من الأرض وليست آلهه. ورأى أن كل المواد كانت موجودة أصلا كذرات أو جزيئات، و أن هذه الذرات، لا نهائية العدد، لامتناهٍية في الصغر، و أنها كانت موجودة منذ الأزل، و أن تأثير العقل الأبدي كان السبب وراء أول خروج لهذا النظام من هذه الفوضى. وهو يعتقد أيضا أن جميع الأجسام هي مجرد تجمعات من ذرات.
و قد مثل أناكسوغوراس نقطة تحول كبيرة في تاريخ الفلسفة اليونانية، مذهبه العقلاني اعتُمد من قبل أرسطو، ومذهبه الذرات مهدت الطريق لنظرية الذرية لديموقريطس.

=> أمبيدوقليس 483 – 430 ق.م

فيلسوف وشاعر وطبيب وزعيم ديني يوناني. قال بأن المادة كلها تتألف من عناصر أربعة هي النار والهواء والماء والتراب، وأن إختلاف ظهور هذه المادة وشكلها يعود لإختلاف تمازج هذه العناصر الأربعة بعضها ببعض وبأن هذه العناصر تتمازج أو تتنافر بفعل قوتين خارجيتين هما المحبة والبغض، فالمحبة تحملها على التمازج و البغض يدعوها إلى التنافر. ( يمكن اعتبار هذه النظرية أولى المحاولات لتفسير اساس التجاذب ) و قال أن الضوء عبارة عن مادة متدفقة تنبعث من الشمس، وأننا لا ندرك حركته لأنه ينطلق بسرعة هائلة لكن محدودة.
وهكذا كان أمبيدوقليس أول من تحدث عن محدودية سرعة الضوء انطلاقًا من ملاحظة الوميض الضوئي للبرق قبل سماع صوت الرعد المرتبط به، مما دعاه للظن بأن للضوء والصوت سرعتين محدودتين ( على عكس الاعتقاد السائد آنذاك )، إلاّ أن سرعة الصوت أقل بكثير، و تدل هذه التصورات على أن الضوء حبيبات ذات سرعة معينة.

=> سقراط 469 - 399 ق.م

فيلسوف يوناني كلاسيكي. يعتبر أحد مؤسسي الفلسفة الغربية، لم يترك سقراط كتابات وجل ما نعرفه عنه مستقى من خلال روايات تلامذته عنه. بحسب وصف شخصية "سقراط" كما ورد في حوارات "أفلاطون"، فقد أصبح "سقراط" مشهورًا بإسهاماته في مجال علم الأخلاق. وإليه تنسب مفاهيم السخرية السقراطية والمنهج السقراطي. ولا يزال المنهج الأخير مستخدمًا في مجال واسع من النقاشات كما أنه نوع من البيداغوجيا ( علوم التربية ) التي بحسبها تطرح مجموعة من الأسئلة ليس بهدف الحصول على إجابات فردية فحسب، وإنما كوسيلة لتشجيع الفهم العميق للموضوع المطروح. إن "سقراط" الذي وصفه أفلاطون بصاحب الإسهامات المهمة و الخالدة لمجالات المعرفة والمنطق وقد ظل تأثير أفكاره وأسلوبه قويًا حيث صارت أساسًا للكثير من أعمال الفلسفة الغربية بعد ذلك.

إذا كان تاريخ الفلسفة قد جعل من سقراط لحظة حاسمة في تاريخ الأفكار، بحيث أن هناك "قبل" و "بعد" سقراط، فإن فكره ما كان له أن يكون دون اسهامات أسلافه ومعاصريه.

إن كل الفلاسفة الذين سبق ذكرهم أو الذين سيتم ذكرهم في الحلقات القادمة كان لهم تأثير كبير على الفلسفة و بالتالي على تاريخ العلم. إذن من غير المعقول اعتبار سقراط أو أي فيلسوف آخر النقطة الوحيدة التي تلخص تاريخا غنيا كالفكر اليوناني.

إعداد وتقديم: Aziz Amrar
تصميم: Achraf Bartya

اللمصادر :
- مدخل إلى الفلسفة لحسام الآلوسي.
- مراسلات التكوين عن بعد لأساتذة التعليم الأساسي (علوم دقيقة - تاريخ العلم) الجمهورية الجزائرية.
- موسوعة المعارف الحديثة - المجلد 20 (ميتافيزيقا القدماء).
- ويكيبيديا - الموسوعة الحرة على الأنترنت.

شاهد ايضا مواضيع مشابهة