إغلاق

ملخص العلم هذا الأسبوع

إطلع على أرشيف ملخصات الأسابيع السابقة!

جين بشري يزيد من سرعة تعلم فأر.. قد يكون وراء تعلم اللغة.

  • تعليق
دراسة جديدة في الفئران تقترح أن الجين البشري المعروف بـ (Foxp2) قد يكون له دور رئيسياً في تطوير قدرات التواصل الفريدة لدى البشر.
(Foxp2) هو مقترن بالفعل مع اللغة في البشر، و لكن هذه الدراسة الأولى التي تكشف مدى تأثير "الأنسنة" الجزئية لدماغ الفصائل الأخرى على قدراتها الذهنية.

لاختبار ذلك قام باحثون في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا (MIT) بإدخال Foxp2 في فأر و قاموا باختبار قدراته الذهنية بالمقارنة مع فأر عادي، فوجدوا أن الفأر الحامل للجين الإنساني استطاع تعلم طرق جديدة للوصول إلى الطعام في متاهة أسرع من الفأر العادي. و تم نشر النتائج في الأكاديمية الوطنية للعلوم.

و يعتقد الباحثون أن هذا الجين ساعد في تعزيز قدرة الفأر للتعلم عن طريق مساعدته في تحويل التجارب إلى روتين - و هو أمر بالغ الأهمية في تعلم اللغات.
على سبيل المثال، عندما نتعلم لغة معينة نحتاج الى عمل اقتران بين سماع كلمة "زجاجة" و رؤية زجاجة ماء بشكل اوتوماتيكي. و مع مرور الوقت، نطور قدرة تذكر كلمة "زجاج" في كل مرة نرى فيها زجاجة ماء.

و بالرغم أن جميع الحيوانات لديها القدرة على التواصل مع بعضها البعض, إلا أن الانسان هو الوحيد الذي يستطيع تأويل و فهم الكلمات - و هذه الدراسة هي خطوة مهمة نحو اكتشاف التغيرات الجينية الكامنة وراء هذه القدرة.
"هذه خطوة مهمة نحو القول بأن الجينات التي تسمح لنا بالتكلم قد تكون مقترنة بقدرة خاصة على التعلم تجعلنا نتصرف كالطيار الآلي تقريباً بناءاً على ما يحيط بنا" قالت آن جريبل، باحثة في معهد ماساشوستس و أحد المسؤولين عن الدراسة، في بيان صحفي.

الفئران بالفعل تمتلك جين Foxp2 و لكنه يقوم بترميز بروتين مختلف عن النسخة البشرية بنوعين من الأحماض الأمينية. في 2009، اقترحت دراسة أن الفئران التي تحمل النسخة البشرية من Foxp2 تستطيع تكوين خلايا عصبية أكثر تعقيداً و لها قدرة أعلى على تكوين اتصلات جديدة في ما بينها. وبناءاً على ذلك قام الباحثون بإدخال الجين و تحري مدى قدرة الخلايا العصبية الجديدة على التأثير في القدرات الذهنية.

في هذه الدراسة, أخذ الباحثون المئات من الفئران المعدلة جينياً لتحمل Foxp2 البشري و قاما بتدريبها للعثور على الشوكولاته في متاهة. الفئران كان لها خياران لمساعدتهم في المتاهة، اما استخدام معالم مثل المعدات المختبرية و الأثاث التي كانت مرئية من المتاهة, أو أنها يمكن أن تجد طريقها عن طريق تحسسها لعلامات معينة على الأرضية.

الفئران الحاملة للجين الإنساني تعلمت المسار في 7 أيام, بينما احتاجت الفئران العادية لـ 11 يوم لتعلم المسار بنفس الكفاءة.

لكن المثير للاهتمام, أن هذا الفرق لم يظهر إلا في حالة وجود الخياران لدى الفئران لتعلم المسار. على سبيل المثال, عندما تم إزالة المعالم كالأثاث و أصبح على الفئران تعلم المسار فقط عن طريق تحسس الأرضية, تصرف الفأرين العادي و الحامل للجين بنفس الطريقة. و حصلت نفس النتيجة عندما تم إزالة العلامان عن الأرضية.

جريبل قالت للصحفية شارون بيغلي : "هذا قد يعني أن جين الـ Foxp2 البشري يزيد من المرونة الذهنية - يعني- القدرة على التعلم بطريقتين مختلفتين و التبديل بينهما.

و قالت بيغلي : " إنه يساعد الدماغ على التبديل من التذكر وعياً (اذهب لليسار عند محطة البنزين مثلاً) ‘لى التذكر لاوعياً (اذهب الى اليمين عندما تتحول الأرضية من رخام إلى سجاد).

ووجدوا أيضاً أن هذا الجين لديه القدرة على التعديل على نشاط الدوبامين في الجزء من الدماغ المسؤول عن بعض العمليات. و Foxp2 البشري يستطيع ايقاف عمل بعض الخلايا العصبية في مناطق معينة من الدماغ – في حين أنه قد لا يبدو و كشيء جيد, إلا أنها عملية ضرورية للدماغ لتعلم مهام جديد و تشكيل الذكريات.
و هذا يوضح الآليات المحتملة التي تساعد البشر في التبديل بين أنواع التعلم بسلاسة, مما يسمح لهم بتطوير و فهم اللغة.

جنيفيف كونوبكا, بروفيسور مساعد في علم الأعصاب في جامعة تككساس في المركز الطبي الجنوبي الغربي – و التي لم تشارك في البحث- , قالت في بيان صحفي : " ما لوحظ من الاختلافات في مستويات الدوبامين و فترات الاكتئاب طويلة الأجل المعتمدة على مناطق معينة بدأت بتقديم تفاصيل ميكانيكية عن أن التطور الجزيئي في جين واحد قد يؤدي إلى تغيرات في السلوك".

ترجمة: Yazan Ja'far Azzam

المصدر: هنا

شاهد ايضا مواضيع مشابهة