إغلاق

ملخص العلم هذا الأسبوع

إطلع على أرشيف ملخصات الأسابيع السابقة!

الفضول يُعِد الدماغ للتعلم بشكل أفضل!

  • تعليق

هل نعيش في كون ثلاثي الأبعاد؟ ما مدى اخضرار قهوتك؟ و هل يمكن لشرب الكثير من المياه فعلاً قتلك؟ قبل البحث عن معلومات حول هذه الأسئلة، فكر بكيف يستعد دماغك الجائع للمعلومات للحصول على الإجابات.

 
دراسة جديدة في جامعة كاليفورنيا تشير إلى أن إثارة الفضول فينا تؤدي إلى إحداث تغيرات في الدماغ تهيئنا لكي نتعلم، ليس فقط حول هذا الموضوع، إنما أي معلومات عرضية اخرى.

عالم الأعصاب (Charan Ranganath) و زملائه الباحثين قاموا بسؤال 19 مشاركاً أكثر من 100 سؤال، و قاموا بتقييم مدى فضولهم للحصول على إجابة كل سؤال. بعد ذلك، كل شخص قام بالعودة لـ 112 سؤال – نصفها أثار فضولهم بشدة و النصف الآخر وجدوها غير مثيرة – بينما يقوم الباحثون بتفحص نشاط دماغهم باستخدام الرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI).


خلال الفحص، يتم عرض السؤال ثم الانتظار 14 ثانية ثم عرض صورة وجه لا صلة له للسؤال ثم يتم عرض الاجابة. ثم قام الباحثون بفحص قدرة كل شخص على تذكر صورة الوجه و ربطها بالجواب.

اكتشف (Ranganath) و زملاؤه أن مع زيادة الفضول تزيد فرصة تذكر الإجابة بل و تذكر الوجه المرافق لها أيضاً. عند القيام بفحص آخر بعد يوم الفحص بيومٍ واحد، تم الحصول على نفس النتيجة. لذلك فإن الفضول قد يحضر الدماغ بطريقة ما للتعلم و للتذكر على المدى البعيد و على نطاقٍ أوسع.

هذه النتائج تذكرنا الى حد ما بعمل عالم الأعصاب (James McGaugh) الذي وجد أن التحفيز العاطفي قد يعزز تذكر بعض الذكريات. و لكن كما اكتشف الباحثون في 2 اكتوبر إن الفضول ينطوي على مسارات أكثر اتساعاً.

لفهم ما يحدث في الدماغ بالضبط، قام الباحثون بالبحث في بيانات التصوير، فاكتشفوا أن زيادة نشاط الدماغ في فترة الانتظار قبل الإجابة تساعد في عملية التذكر. العديد من التغيرات حدثت في هذه الفترة.

أولاً : نشاط الدماغ يزيد في منطقتين في المخ الأوسط، و في منطقتي "الغشاء البطني" و "النواة المتكئة". هذه المناطق تنقل جزيء الدوبامين الذي يساعد في تحفيز الشعور بالمتعة و المكافأة. و هذا يشير إلى أنه قبل ظهور الإجابة قام الدماغ الجائع للمعرفة بالدخول في طور "المكافأة".

يقول (Ranganath) "إن مرحلة الترقب هذه مهمة جداً"

كلما زاد فضول الشخص زادت قدرة الدماغ على الدخول في هذه المرحلة.
بالإضافة إلى ذلك، وجد الباحثون أن العقول الفضولية أظهرت زيادة في النشاط في منطقة الـ (Hippocampus)التي تشارك في خلق الذكريات. في الحقيقة، بناء على نشاط الـ(Hippocampus)و نظام "المكافأة" يمكن التنبؤ بقدرة الشخص على تذكر صور الأشخاص التي قدمت له. فيبدو أن نظام "المكافأة" في الدماغ يعدُّ الـ(Hippocampus) لعملية التعلم.
و يتوقع Ranganath أن هذه النتائج تستطيع شرح صعوبة التعلم عند الأشخاص الذين يعانون من أمراض تخفض مستوى (الدوبامين) كما في مرض باركنسون.

زيادة الفضول قد تستطيع مساعدة المعلمون و رواة القصص لإيجاد سبل لمساعدة الطلاب أو الجمهور للتذكر بشكل أفضل.

"هذا البحث يشكل تقدماً في فهمنا لأجزاء الدماغ التي تتحكم في عملية التعلم" قالت (Goldsmith) عالمة النفس في جامعة لندن.

هي تأمل أن الباحثون سيقومون بهذا البحث على أشخاص ذوي أنواع مختلفة من الفضول كالفضول الدائم و الفضول اللحظي.
و قال (Ranganath) أن الجوع للمعرفة قد لا يكون شيئاً مريحاً دوماً. و " إنه مثل الحكة التي لا تستطيع التوقف عن حكها, هذا ليس مريح حقاً."

ترجمة: Yazan Ja'far Azzam
تدقيق ومراجعة: Achraf Bartya
المصدر: هنا

شاهد ايضا مواضيع مشابهة