إغلاق

ملخص العلم هذا الأسبوع

إطلع على أرشيف ملخصات الأسابيع السابقة!

تلسكوب هابل يرصد ثقب أسود هائل الكتلة في مجرة قزمة

  • تعليق

لقد تمكن علماء الفلك باستخدام بيانات تلسكوب الفضاء هابل التابع لوكالة ناسا و المراقبة الأرضية من ايجاد كائن محتمل في مكان غير محتمل - ثقب أسود عملاق داخل واحدة من أصغر المجرات المعروفة.


هذا الثقب الأسود كتلته خمسة أضعاف كتلة الثقب الأسود الموجود في مركز مجرتنا درب التبانة. فمن داخل واحدة من أكثف المجرات المعروفة حتى الآن " المجرة القزمة M60-UCD1 " و هي عبارة عن تجمع ل 140 مليون نجمة داخل مجرة قطرها حوالي 300 سنة ضوئية، و التي لا تبلغ سوى 1/500 من قطر مجرتنا.


إذا كنت تعيش داخل هذه المجرة القزمة، فإن السماء ليلا ستبهرك بمليون نجمة على الأقل و التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة. إذ لا نرى بسماءنا ليلا إلاّ 4000 نجم من على سطح الأرض.


هذا الاكتشاف يعني أن هناك العديد من المجرات الصغيرة الأخرى في الكون التي تحتوي على ثقوب سوداء فائقة الكتلة. و تشير أيضا هذه الملاحظة إلى أن هذه المجرات القزمية قد تكون في الواقع بقايا تم سلبها أثناء اصطدام و تمزق مجرات كبيرة بدلا من اعتبارها جزر صغيرة من النجوم ولدت في عزلة.


وقال أنيل سيث و هو فلكي بجامعة ولاية يوتا "نحن لا نعرف أي طريقة أخرى يمكن أن تجعل الثقب الأسود كبيرا جدا في كائن صغير كهذا" و هو المؤلف الرئيسي لدراسة دولية حول المجرة القزمة نشرت في عدد الخميس من مجلة الطبيعة.


و استخدم فريق سيث ( مجموعة من علماء الفلك ) تلسكوب الفضاء " هابل " ( Hubble ) وتلسكوب الأشعة الضوئية و الأشعة تحت الحمراء " الجوزاء الشمالي 8 ميتر" ( Gemini North 8-meter ) الموجود في هاواي في مونا كي لمراقبة M60-UCD1 وقياس كتلة الثقب الأسود. و توفر الصور المتقنة لهابل معلومات حول قطر المجرة والكثافة النجمية. أما تلسكوب الجوزاء فيقيس حركات النجوم و مدى تأثرها بالثقب الأسود. وتستخدم هذه البيانات لحساب كتلة الثقب الأسود.


الثقوب السوداء عبارة عن اندماجات و انهيارات ذاتية بفعل الجاذبية، وهي كائنات فائقة الاندماج لها جاذبية قوية جدا حتى أن الضوء لا يستطيع الهروب منها. الثقوب السوداء الفائقة الكثلة "تلك التي لها على الأقل كتلة تعادل كتلة مليون نجم مثل شمسنا" يعتقد أنها تشغل مركز العديد من المجرات.


الثقب الأسود في مركز مجرتنا درب التبانة كتلته تعادل كتلة أربعة ملايين من الشموس. و رغم أن هذه الكتلة هائلة إلاّ أنها تمثل أقل من 0.01 في المئة فقط من إجمالي كتلة درب التبانة. وبالمقارنة، فإن الثقب الأسود في مركز M60-UCD1، و الذي له كتلة تعادل 21 مليون من الشموس، تمثل 15 في المئة من الكتلة المذهلة للمجرة القزمة.
واضاف سيث قائلا "هذا هو المدهش فعلا، بالنظر إلى أن حجم مجرة درب التبانة أكبر 500 مرة و أثقل 1000 مرة من المجرة القزمة M60-UCD1".


تفسير واحد هو أن M60-UCD1 كانت في الماضي عبارة عن مجرة كبيرة تحتوي على 10 بليون نجم، ولكن بعد ذلك مرت بالقرب من مركز مجرة أخرى أكبر منها، M60، و خلال هذه العملية كل النجوم والمادة المظلمة في الجزء الخارجي للمجرة تمزقت و انطلقت بعيدا و هكذا أصبحت جزءا من M60.


ويعتقد هذا الفريق العلمي أن M60-UCD1 قد يتم سحبها في نهاية المطاف إلى اندماج كامل مع M60، و التي لها ثقب أسود خاص بها يزن كتلة تعادل 4.5 مليار كتلة شمسية، أو أكبر من 1000 من الثقب الأسود الموجود في مجرتنا. عندما يحدث ذلك، فإن الثقوب السوداء في كلا المجرتين من المرجح أن يندمجا.

ترجمة : Aziz Amrar
تصميم : Abdou Hamzaoui

المصدر: هنا

شاهد ايضا مواضيع مشابهة