عقار ينقذ قرد مما يشبه الإيبولا
- الطب
-
عقار ينقذ قرد مما يشبه الإيبولا ..
عقار معين تم اعطاؤه بعد أيام من الإصابة بالمرض, أنقذ قرد من فيروس مميت شبيه بالإيبولا, كما قال الباحثون لصحيفة Science Translational Medicine.
و قد قال خبير الجينات أولينجر المستشار العلمي للبحوث لـ (MRIGlobal) في مدينة كنساس بولاية ميسوري و هو غير مشارك في هذه الدراسة : " من الواضح أننا بدأنا بالتحرك من اجراءات ما بعد الإصابة فقط إلى مجال العلاج, إنه لمن الجيد أنهم قاموا بإثبات وجود شيء مماثل"
العقار المسمى بـ (TKM-Marburg) , طورته شركة أدوية تيكميرا في بورنبي, كندا, لعلاج فايروس ماربورغ. و هو فايروس شبيه بالإيبولا إذ يسبب حمى نزيفية قاتلة, عندما تفشى في أنغولا في 2004-2005 قام بقتل أكثر من %90 من المصابين, و قد تفشى الفايروس أيضاً في المناطق المعرضة حالياً للإيبولا مثل سيراليون في أفريقا.
في أحدث دراسة, استخدم الباحثون العقار ضد فايروس ماربورغ في 16 قرد, مقسمة في 4 مجموعات تلقى كل منها العلاج في أوقات مختلفة, 30-45 دقيقة بعد الإصابة, أو 1-3 أيام بعد الإصابة. جميع القرود – بما فيها التي اعطيت العقار بعد 3 أيام أي ما يعادل 6 أيام عند البشر – شفيت من المرض في حين ماتت الـ 4 قرود التي لم تعالج.
صاحب الدراسة توماس جيسبيرت, علم أحياء دقيقة في الفرع الطبي لجامعة تيكساس في غالفستون, يقول أن هذه المرة الأولى التي ينجح فيها عقار بعلاج فايروس ماربورغ بعد أيام من دخوله الجسم. فحالياً الطريقة الوحيدة لمعرفة إصابة البشر بفايروس ماربورغ أو إيبولا هي الإنتظار لعدة أيام حتى وصول الفايروس إلى مستويات يمكن الكشف عنها في الدم.
عقار التيكميرا يستخدم مادة جينية – تتدخل في الـ RNA أو الـ siRNA –لمنع فايروس الماربورغ من نسخ نفسه و التكاثر, فيمنع الإصابة بالمرض. * الـ siRNA تكون مغلفة بغلاف من مادة تشبه الدهون*.
و يقول بعض الباحثين أن الدراسة الحالية قد تساعد في اتخاذ القرار حول امكانية استخدام العقارات التجريبية لمكافحة الإيبولا المنتشر حالياً. ليس هناك عقار تم الموافقة عليه لعلاج هذا الفايروس الآن, و لكن هناك بعضها قيد التطوير – بما في ذلك TKM-Ebola , المصنوع من قبل شركة (تيكميرا) باستخدام تقنية مشابهة لـTKM-Marburg. منظمة الصحة العالمية قالت أن استخدام أدوية مماثلة يكون مقبولاً أخلاقياً في الحالة الراهنة.
"الـ TKM-Marburg يظهر امكانية التدخل قبل وصول المرض إلى حالة مستعصية العلاج" قالت (أميش أدالجا) و هي طبيبة للأمراض المعدية في جامعة (بيتسبرغ) في مركز (بنسلفانيا) الطبي.
"العقارات التجريبية غالباً ما تتواجد بكميات قليلة, لذلك يجب معرفة النقطة التي يصل فيها المرض الى درجة لا يمكن علاجها و ذلك لاختيار المرشحين الأفضل لاستخدام العلاج" قالت أداجلا. على سبيل المثال, كان هناك قس إسباني مصاب بفايروس إيبولا في ليبيريا و تم إعطاؤه أحد الجرعات القليلة من العقار التجريبي (ZMapp)و الذي قامت بتصنيعه شركة (Mapp Biopharmaceutical) في (سان دييغو), و لكنه توفي و ذلك ربما يعود إلى أنه أخذ العقار بعد أن تخطى المرض مرحلة العلاج.
و قالت أدالجا : "عندما تمتلك موارد محدودة من العقارات, فيجب أخذ قرارات حاسمة حول من يستحق العقار و من قد تخطى مرحلة العلاج"
*التجارب الطبية*
جيسبيرت يقول أن مجموعنه تود اختبار اذا ما كان TKM-Ebola يعمل في حال اعطائه بعد أيام من الإصابة. TKM-Ebola أظهر فعالية في علاج القردة عند اعطاء عدد من الجرعات بداية من 30 دقيقة بعد الإصابة, و قد تم اختبار العقار على البشر و لكن هذه الاختبارات تم ايقافها من قبل المنظمات الأمريكية في يوليو و ذلك لدواعٍ صحية. إلا أنها عدلت عن رأيها في 7 اغسطس و وافقت على امكانية استخدام العقار ضد الإيبولا.
جولي ريزلر مديرة العلاقات الاستثمارية و الاتصالات في شركة (تيكاميرا) تقول: ( إن الشركة قامت بالتحدث مع العديد من الحكومات و المنظمات غير الحكومية في مختلف البلدان حول (TKM-Ebola)" و لكن الشركة لم توضح في حال تم طلب العقار من قبل أي مجموعة.
بالإضافة الى القس الاسباني, اثنان من العمال الصحيين الأمريكيين و ثلاثة من الليبيريين قاموا بتلقي جرعة من ZMapp. في آذار, غيسبيرت و باحثون آخرون قاموا بتلقي 26 مليون دولار أمريكي كمنحة من المعهد الوطني للأمراض المعدية في الولايات المتحدة و ذلك لدراسة خليط بين TKM-Ebola و ZMapp.
عقبة واحدة تقف أمام تطوير عقاقير للحمى النزيفية و هي الحاجة إلى تطوير عقارات منفصلة لسلالات كثيرة من الفايروسات الموجودة. إلا أن (جيسبرت) و فريقه يقولون أن الـ (TKM-Marburg) يحمي ضد العديد من السلالات المختلفة.
(جيسبرت) يقول أنه لو حصل على التمويل اللازم فيمكن أن تبدأ التجارب العملية للعقار خلال سنة واحدة.
ترجمة : Yazan Ja'far Azzam
المصدر : http://www.nature.com/news/drug-saves-monkeys-from-close-relative-of-ebola-1.15745
