نظرتنا الاولى الواضحة للجانب المظلم من القمر
- علم الفلك
-
السباق للهبوط على سطح القمر في الستينيات هيمن على روايات عصر الفضاء في وقت مبكر، لكنها ليست المرة الوحيدة التي كانت فيها الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي في سباق لتحقيق هدف في الفضاء. في أواخر الخمسينيات، كل من البلدين قاتل للحصول على مركبة فضائية، وبين تلك البعثات القمرية المبكرة كانت سوفييتي لونا 3، التي أعادت لنا و لأول مرة صورة من جانب القمر البعيد أو المظلم في أكتوبر عام 1959.
نرى القمر تقريبا يوميا من خلال الأرض، انه يدور حول محوره الخاص في نفس الوقت الذي يستغرقه ليدور حول كوكبنا. نحن نرى دائما نفس الجانب، وهذا يعني أن الجانب الآخر من القمر مخفي دائما. ولكن عندما بدأ عصر الفضاء كانت أسرار القمر هي أولى التي بدأنا بحلها. كونه الأقرب إلى المنزل، كان القمر هدفا طبيعيا للإستكشافات الفضائية الأولى.
ولم يمض وقت طويل بعد أن أرسلت الأقمار الصناعية الأولى إلى مدار القمر حتى بدأ السوفييت والأمريكان بهدف سطحه. شهدت كلتا الدولتين فشلها الأول في مهمة قمرية عام 1958. انفجر المسبار الأمريكية 77 ثانية بعد إطلاقه يوم 17 اغسطس وشهد أول مسبار قمري سوفيتي تحقيق نفس المصير 92 ثانية بعد إطلاقه يوم 23 سبتمبر . الفشل عم لبقية السنة مع فشلين أخرين للسوفيات وثلاثة للولايات المتحدة الأمريكية للوصول إلى هدفهم القمري.
الأشياء تغيرت في عام 1959، وعلى الأخص بالنسبة للاتحاد السوفياتي. بعد إطلاق المسبار الأول للخروح من الجاذبية الأرضية في يناير بنجاح، لونا 2 أصبح الأول في التأثير على القمر يوم 14 سبتمبر . بعد أسابيع في 4 أكتوبر، عامين بعد اليوم الذي أصبح فيه سبوتنيك أول قمر صناعي في التاريخ، أطلق السوفييت لونا 3.
كانت لونا 3 مركبة فضائية صغيرة اسطوانية، أكثر قليلا من 51 بوصة و طويلة. كانت مغلقة بإحكام و تتحمل ضغط يصل إلى 0.23 أتمسفير للحفاظ على أدوات العمل، بما في ذلك نظام الكاميرا الخاصة به.
كان يسمى نظام التصوير الخاص بلونا 3 :يينسي-2 ( Yenisey 2 ). هده الأخيرة تستخدم عدسة الكاميرا المزدوجة؛ العدسة الأولى تتميز بـ : 200 مم البعد البؤري، و هدف AF / 5.6 الذي يمكن من أخد صورة قرص القمر كاملا في حين أن الآخرى تتميز بـ : 500 ملم مع هدف AF / 9.5 الذي يمكن من نظر في مناطق سطحية محددة. تعمل الكاميرا بالتعاون مع وحدة معالجة الفيلم التلقائي وماسح ضوئي المخزنة داخل جسم المركبة الفضائية.
بعد أربعة أيام من الإطلاق، كان لونا 3 يبعد تقريبا 40،000 كيلومتر من القمر عندما، تحول النظام توجهها إلى وقف دوران. كشف الاستشعار الضوئية الشمس الساطعة على الجانب البعيد من القمر على الطرف العلوي من المركبة الفضائية، و بدأت سلسلة التصوير. تم التقاطت الصورة الأولى عن بعد 39،457 ميل من السطح. تم التقاط الصورة الأخيرة بعد 40 دقيقة عن مسافة 41،445 ميل. في المجموع، اخذت المركبة الفضائية 29 صور التي غطت نحو 70 في المئة من جانب القمر البعيد.
أكملت سلسلة الصورة، تم نقل الفيلم إلى المعالج، طور، ثبت، وجفف. ثم نقل الفيلم للماسح الضوئي حيث أنبوب أشعة الكاثود ينتج الضوء على الصورة، وإسقاط ذلك على مضاعف الصور الكهربائي الذي يحول كثافة الضوء إلى إشارة كهربائية. ثم نقلت هذه الإشارة إلى الأرض.
ما وصل للأرض هو سلسلة من سبعة عشرة صورة، صاخبة ولكن واضحة من جانب القمر البعيد. مع بعض التلاعب الرقمي، أصبحت جيدة بما يكفي لتكون صورة رسمية مؤقتة لوجه القمر الخفي.
هذه النظرة الأولى لوجه القمر المخفي كشفت تضاريس مختلفة تماما عن الجهة التي اعتدنا رؤيتها. كشفت صورة فقط منطقتين مظلمتين، سميتل بــ : ماري موسكو (بحر موسكو) وماري ديزيديري (بحر الأحلام). جلبت البعثات اللاحقة تفاصيل أكثر للجانب الخفي للقمر، مؤكدا أن الجانب الخفي مجروف بشكل مختلف جدا وملحوظ من الجانب القريب. ولكن تظل النظرة الأولى هي الأجمل. النظرة الأولى لشيء مخفي عن الإنسان هو إحساس خاص جدا.
أحيلت الصور من لونا 3 إلى الأرض في الوقت المناسب تماما. وصلت الإشارة للأرض يوم 13 أكتوبر 1959، وفي 22 أكتوبر فقد الاتصال مع المركبة الفضائية. على الأرجح لونا 3 احترق في الغلاف الجوي في ربيع عام 1960، كما يمكن أنه نجا في المدار حتى حوالي 1962.
ترجمة: El Tiko
تصميم: Yonas Light
المصدر: هنا
