إغلاق

ملخص العلم هذا الأسبوع

إطلع على أرشيف ملخصات الأسابيع السابقة!

السفر عبر الزمن: إلى أين نذهب؟ إلى الماضي أم إلى المستقبل؟

  • تعليق



 
بين من يريد مواصلة الجهود الهادفة إلى تحويل حلم السفر عبر الزمن إلى حقيقة، ومن يؤكد أن السفر إلى المستقبل ممكن من الناحية الفيزيائية النظرية لكن التوجه إلى المـاضي مستحيل، تظهر أصوات تؤكد أن الأمر ليس بعيداً جداً عن الواقع.. وفي غضون ذلك، تصدر تصريحات من أشخاص لم نكن نعرفهم سابقاً تؤكد أنهم سافروا بالفعل في الزمن..
حقيقة يمكن إثباثها أم خيال علمي؟ أم هي مجرد جـنون وأوهام؟

قصتنا تبدأ مع رجل اسمه ''رالف رينغ''، هو الآن يعيش بين أريزونا وكاليفورنيا بالولايات المتحدة.. في خمسينيات القرن الماضي كان يعمل في مركز أبحاث ممول من قبل الحكومة.. رينغ يقول إنه تمكن من التوصل إلى حلين خـاصين بمشكلتين هندسيتين من الوزن الثقيل، وإنه كان يتوقع الحصول على ترقية، إلا أنه أٌبلغ بنسيان كل أبحاثه وعدم مواصلتها.. وبسبب ذلك، ترك عمله عـام 1959.. بعد ذلك، وعن طريق مجموعة كانت تسمى أندرستاندنغ Understanding (أو فهم)، تعرف عـلى شخص آخر كانت لديه أفكار علمية
خارجة عن المألوف؛ هـذا الشخص كان مقيماً في أوكلاهوما واسمه أوتيز كار، وكان يعمل على تصنيع مركبات فضائية..

عن كار كانت هناك أحاديث مختلفة؛ فالبعض كان يصفه بالعبقري، في حين أن آخرين كانوا يؤكدون أنه محتال.. ما نعرفه عن هذا الشخص أنه عمل لفترة مع الفيزيائي الشهير نيكولا تيسلا، الذي توفي عام 1943، وذلك في وقت، يقول كار، كان يحاول فيه الوصول إلى طـريقة لنقل الطاقة عبر الهـواء ومن دون أسلاك أو كابلات.. وبوفاته، تابع كار أبحاث أستاذه.. ليصل، وفق ما وصلنا من معلومات، إلى صنع مركبة فضائية تشبه الطبق الطائر أطلق عليها اسم OTC-X1 وقرر تجربة تشغيلها لأول مرة وعلى متنها ثلاثة أشخاص، كان رالف رينغ أحدهم.. التجربة تمت، وبعد تشغيل المركبة لبضع ثوانٍ لم يحدث فيها شيء ولم تتحرك خلالها المركبة على الإطلاق، سمع الأشـخاص الثلاثة من داخل المركبة المغلقة صوت
كار يقول: « حسناً، التجربة انتهت.. أنا بانتظار تقارير منكم بخصوص ما حدث ».. وبالرغم من أن رينغ أكد أن شيئاً لم يحدث وأن كل ما شهده كان رؤية بعض الأضواء وسماع صوت طنين المركبة لا أكثر، تمكن كار من إقناعه بأنه سافر بالفعل في الزمن على هيئة ما يمكن القول إنه نقل آني Teleportation، وأنه لا يدرك ذلك لأن الدماغ البشري غير قادر على فهم وتفسير مـا حدث؛ لأن التجربة التي مر بها كانت خارج الواقع الذي يعرفه، ولذلك فإن الدماغ سيرفض ما حدث وسينكره. رينغ عـاد بعد ذلك وأكد أن جنوداً جاؤوا إلى الموقع الذي كانت تتم فيه التجارب وقاموا بمصادرة كل شيء؛ الأدوات والأجهزة والمعدات وأوراق البحث وقاموا بتدمير المركبة التي تمت بواسطتها التجربة..

والآن كل ما تبقى هو بعـض الصور للطبق الطائر وللرسومات الخاصة بصنعه .. لكن كل ذلك لا يكفي علمياً لتأكـيد أي منالادعاءات التي تقدم بها كار ولا يزال مـساعده رينغ يرددها بثقة تامة حتى يومنا الحالي.. فالرسومات لا
توضـح المبادئ العلمية التي اعتمدها كـار لتحقيق ذلك الإنجاز الذي ما زال حتى الآن من ضمن ما يتحدث عنه الأشخاص ذوو الخيال الواسع، أو يلجأ إليه كتاب روايات الخيال العلمي وسيناريوهات الأفلام السينمائية التي حـققت
نجاحاً مبهراً لاعتماد قصصها على فكرة السـفر في الزمن.

لكن ما هي السبل التي يمكن اتباعها فعلاً إن أردنا السفر في الزمن؟ العلماء اليوم يؤكدون أن معارفنا الحالية تشير إلى وجود ثلاثة طرق محتملة لتحقيق ذلك: الاستفادة من السرعات الفائقة جداً، أو استخدام المجالات المغناطيسية القوية جداً، أو اللجوء إلى الأنفاق الزمكانية (التي تعرف أيضاً بالثقوب الدودية).
النتيجة المدهشة للنظرية النسبية هي أن الجاذبية تبطئ الزمن؛ فوجود نجم ما لا يعني فقط تشويه (أو تقويس) الفضاء المحيط، بل يعني أيضاً التأثير في الزمن بجعله يسير بصورة أبطأ من سرعته المعروفة.. وكلما ازداد تشوه
الفضاء كلما تباطأ الزمن أكثر.. وهذا يحدث بفعل جاذبية النجم التي تغير نسيج الزمكان للجزء المحيط به من الكون.. وهذه التغيرات التي يتسبب بها وجود كـتل ضخمة يمكن الاستفادة منها للسفر في الزمن.. فإن نحن كنا في مركبة فضاء قرب ثقب أسود، هذا سيعني أن الزمن لدينا سيسير ببطء شديد، أي أن رحلة مدتها ساعتان بالنسبة لنا نحن الركاب ستعني أن أهل الأرض مرت عليهم فترة تصل إلى 500 عام؛ ما يعني تلقائياً أننا خطونا خمسة قرون باتجاه المستقبل.. لكن، بالرغم من أن هذه الفرضية مقبولة نظرياً وفقاً لقوانين الفيزياء التي نعرفها، فهي غير قابلة للتنفيذ اعتماداً على معارفنا الحالية؛ إذ إنه ليس بمقدورنا صنع مركبة قادرة على السفر لمسافات كونية كبيرة كتلك، هذا إضافة إلى أننا لا نملك القدرة على صنع مركبة يمكنها مقاومة قوى الجاذبية لثقب أسود.

لكن ماذا عن السفر باتجاه الماضي؟ هل هذا ممكن؟ للإجابة عن هذا السؤال، يجب سرد قصة خاصة بعـالم الفيزياء النظرية الأمريكيوالبروفيسور في جامعة كونيتيكت رونالد ماليت.. كان عمره 10 سنوات عـندما توفي والده عن عمر ناهـز 33 عـامـاً فقط، وذلك بعد تعرضه لأزمة قلبية حادة.. الواقعة تركت أثراً عميقاً في نفس رونالد.. بعد الحادثة بعام، قرأ الطفل رونالد رواية هيربرت جورج ويلز "آلة الزمن"، وقرر في تلك اللحظة أنه سيقوم ببناء آلة للسفر في الزمن لكي يتمكن من العودة إلى ذلك اليوم المشؤوم
وينقذ والده مما أودى بحياته..
كان هذا قبل نحو 55 عاماً.. لكن بالرغم من كل السنوات التي مرت، لا يزال البروفيسور ماليت يبحث عـن سبل تسمح له بالسفر إلى الماضي.. « في البداية، لم أرد أن أخبر الآخرين بما كنتأفعل، لأني لم أرغب في أن يؤثر ذلك الأمر سلباً على سيرتي المهنية » يقول رونالد، « فقمت بدراسة الثقوب السوداء كغطاء، في حين كنت أحاول الوصول إلى فهم أكبر عن الزمن، وكيف يمكنني الاستفادة من تلك المعرفة من أجل صنع آلة للسفر في الزمن ».. وكنتيجة لعمله خلال السنوات الماضية، يؤكد أنه تمكن من الوصول إلى تصميم أولي لتلك الآلة، التي تعمل بالاعتماد على أشعة ضوء دائرية تسحب الزمان والمكان في حلقات تكرارية مغلقة Closed Loops.. والفكرة هي أنه عندما يكون الزمن في حالة دوران في حلقة مغلقة، فلا بد أن ينعطف نحو الماضي..
ماليت يعمل الآن مع زميل له يدعى تشاندرا رويتشودهوري على اختبار التصميم على جسيمات تحت ذرية.. وماليت يؤكد أن حصوله على تمويل كبير سيعني تمكينه من تفعيل هذه الآلة خلال سنوات قليلة.. اعـتراضات كبيرة
صدرت عن فيزيائيين كثيرين على فرضية ماليت.. و"الزمن" وحده كفيل بإثبات صحة رأيه أو بطلانه.

إعداد وتقديم: Eyad Abu Awad
تصميم: Achraf Bartya
المصدر: مجلة ٱفاق العلم Prospects Of Science عدد سبتمبر- أكـتوبر
 #سفر #الزمن #travel#time #futur##past

شاهد ايضا مواضيع مشابهة