إغلاق

ملخص العلم هذا الأسبوع

إطلع على أرشيف ملخصات الأسابيع السابقة!

هل برنامج إعادة توجيه النيازك الخاص بناسا هو برنامج لا جدوى منه؟

  • تعليق

 كتابة: جوشوا فيلمر
ترجمة و تصميم : الباحثون المغاربة





















في وقت سابق من هذا العام، أعلنت الناسا عن مهمة إعادة توجيه النيازك (Asteroid Redirect Mission) (ARM). للوهلة الأولى، يبدو الأمر مشوقا. حتى أن الناسا تخطط بالأساس  لالتقاط نيزك، ووضعه في مدار القمر وحتى أنها تخطط لهبوط البشر على هذه الأشياء. كيف يفترض أن يفيدنا هذا؟ في النهاية ، يقال أن هذا البرنامج أرضية خصبة للتكنولوجيات التي ستساعد الإنسان للسفر إلى المريخ، كما أنه سيوفر للعلماء معلومات قيمة بخصوص النيازك مما سيحسن فهمنا لها وبالتالي زيادة قدرتنا في الدفاع عن أنفسنا إذا ما قررت إحدى هذه التهديدات الكونية أن تضربنا بعنف.


إذن ما المشكلة؟ الكل تقريبا يكره هذا البرنامج، وخصوصا جانبه  المتعلق بإلتقاط النيازك وجلبها. كمثال على ذلك نجد ريشارد بينزل، أستاذ بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومرجع عالمي في علم النيازك، الذي هاجم بضراوة برنامج (ARM) في الدورة الحادية عشرة لإجتماع مجموعات تقييم الهيئات الصغيرة الخاص بالناسا، حيث أطلق على البرنامج إسم "تجربة قلعة الرمل الروبوتية البعيدة جدا" (Far Away Robotic sandCastle Experiment) (FARCE = مهزلة) وإعتبره مضيعة للوقت والمال والموارد، كما يعتقد بينزل أن هذه المخاطرة يمكن في الواقع أن تدمر قسم علوم الكواكب الخاص بالناسا.


واصل بينزل المجادلة ضد البرنامج، قائلا أنه – وبالرغم من الإدعاءات -- لا توجد جدوى علمية في إلتقاط النيازك وجلبها، وأن هذا الأمر لا يمكنه أن يساعد بأي شكل من الأشكال في المضي قدما في مهمة المريخ. بتكلمنا عن مليارات الدولارات، البرنامج مكلف جدا لتبرير مهمة لا تقوم في الواقع بأي شيء. واحدة من ملاحظات بينزل اللاذعة للغاية قوله: "إنه فعلا ممارسة إعطاء رواد الفضاء شيئا لفعله والذي يبدو رائعا ومهما، بينما لا تزال المنفعة العلمية غير مقتنعة".


إذن كيف ظهر برنامج (ARM)؟ كالعادة ظهر البرنامج من السياسة والمال. في عام 2010، تحدى الرئيس باراك أوباما ناسا لإرسال رواد الفضاء إلى نيزك وإلى المريخ. ثم تم تخفيض ميزانية الناسا، إختصارا للقصة الطويلة: ظهر البرنامج.




يحب بينزل فكرة وضع الإنسان على النيازك، ولكن لديه  تصريح مهم جدا، "أعتقد أن إنجاز شيء له علاقة بالنيازك لشيء مهم، لكن الكلمات السحرية هنا هي النيازك في مدارها الأصلي، وهي توجد بشكل طبيعي بيننا وبين المريخ، إذن في حال ما إستطعنا بناء سفينة لها القدرة للوصول إلى المريخ، عندها ستكون لنا القدرة للذهاب إلى عدد وافر من النيازك".


تشارلز ميلر، رئيس NextGen Space LCC  ومستشار سابق رفيع المستوى بتجارة الفضاء في وكالة ناسا، هو الآخر ينتقد برنامج ARM كثيرا. إنه بأي حال من الأحوال معارض له تماما. وقال انه يعتقد أن أفضل طريقة للوصول الى المريخ هي من خلال العودة إلى القمر. إن التقنيات اللازمة للهبوط على قمر الأرض هي جد مماثلة لتلك التي نحن بحاجة لها للهبوط على المريخ. والأهم من ذلك، أنها ميزانيتها معقولة. كما زعم ميلر خلال مقابلة: "لقد قدت دراسة للناسا للإستفادة من النفود التجاري وأثبتت أنه يمكننا إعادة الإنسان إلى القمر ضمن الميزانية الحالية للناسا. ستكون إستراتيجية مختلفة تماما، إستخدام نفس مركبات الإطلاق الموجودة أصلا كـأطلس 5 ودلتا 4. ولكن يمكن أن نسافر إلى القمر في العقد المقبل".


هؤلاء ليسوا الوحيدين الذين يعارضون برنامج ARM. فقد صرح معظم الخبراء والمنظمات أنه يجب إستبدال ARM بشيء أفضل. وهذا يشمل منظمات مثل المجلس الوطني للأبحاث، الذي هو جزء من الأكاديمية الوطنية للعلوم.


إذن ما الحكم؟ هل سيستمر برنامج ARM في العمل كما هو مخطط له، أو سيتم إستبداله ببرنامج أفضل؟ ربما سيتم إلغائه تماما. الوقت هو الوحيد الذي سيخبرنا بذلك.

المصدر: هنا

شاهد ايضا مواضيع مشابهة